السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجت في صباح ذاك اليوم من منزلها مع السائق متجهة
إلى الكلية وطلبت من السائق أن ينزلها بعيداً عن البوابة
، فنزلت وذهب السائق ظناً منه أنه سيُعيدها إلى بيتها في
الثانية عشر والنصف ظهراً ، وبعد دقائق قليلة من مغادرة
سائق ( العائلة ) توقّف بالقرب منها ذلك الشابُّ الذي
واعدتْه مسبقاً ليأخذها من أمام الكلية ، وركبتْ وظنتْ
أن لا أحد يراها ، وانطلقا إلى حيث كان المصير المحتوم
والخاتمة السيئة ، واتجه الشاب إلى منزله في حارة (
.......) بمحافظة ( ...... ) وفتح ( كراج ) السيارة
ليضمن أنه أصبح آمناً بدخوله البيت – إذا كان هناك من
يتبعه – إذ لن يستطيع أحد القبض عليهما ، ونسي أن هناك
من يستطيع القبض عليه في أي مكان وأي زمان ودون ما
استئذان . وأقفلَ ( الكراج ) ، وترك السيارة تعمل
ليستمتع بوجود الهواء البارد المندفع عبر فتحات السيارة
، وبدأ بالسوء ظناً منه أنه بعيد عن كل الأعين ، ونسي أن
هناك مَنْ يراه ويطلع عليه ، وفي نشوة الحرام نسيا ذلك
الغاز المنبعث من فتحات المكيف ولم ينتبها إليه ، وراحا
يستنشقان ذلك السم حتى أصبحا غير قادرين على الحركة ،
وفقدا الوعيَ ، ثم طال الوقتُ ، وتمكن منهما الغاز بشكل
كبير جداً ؛ حتى فارقا الحياة وهم بشكل فاضح – للعيان -
.
ويطول الوقتُ ، ويذهب السائق إلى الكلية لإحضار البنت
التي أنزلها في الصباح الباكر ، ولكن طال انتظاره ولم
يبقَ في الكلية أحد ، وأُغلقت الأبواب .واضطرّ – بعدها –
السائقُ إلى العودة وحده ، وواجه الأبَ الذي سأل السائقَ
عن ابنته ؟ وأين هي ؟ ولماذا لم يحضرها ؟ وكانت إجابة
السائق بمثابة الصاعقة على مسامع الأب والأم ( لم أجدها
) وراح الأب يتصل بإدارة الكلية قسم الرجال ، والذين
بدورهم لا يملكون إجابة غير أنهم راحوا يسألون الهيئة هل
قبضتم على طالبة من طالبات الكلية اليوم ؟ وكان الجواب
لا وكأني بالأب تمنى لو سمع ( نعم ) !! ويمضي الوقتُ دون
جدوى ، وتوجه إلى مركز الشرطة للبحث عنها ، وإلى
المستشفيات للسؤال عنها ؟ ويستمر مسلسل البحث إلى أن
يشاء الله . ومن جهة أخرى يشعر والدُ الرجل بإحساس
الأبوة أن ابنه تأخر كثيراً منذ الصباح ، وحيث أن (كراج
) السيارة مغلق من جميع الجهات عدا الباب الخارجي على
الشارع العام ؛ فمن الصعب معرفةُ ما إذا كان أحد في (
الكراج ) أو لا ؟
ولكن الأب وأثناء مروره بجانب ( الكراج ) من الخارج
سمع صوت السيارة التي كانت ولا زالت تعمل ؛ رغم أن
الساعة حوالي الحادية عشرة ليلاً ، وكانت الفاجعة عندما
فتحَ ( الكراج ) وانبعث ذلك الدخانُ الكثيف ، والخانق
وبشدة مما دفع الأبَ للابتعاد عن ( الكراج ) من شدة
الدخان المحبوس طوال تلك الساعات داخل تلك الغرفة ، وقد
ظنّ أن الابن لوحده ، وعندما اقترب من السيارة وجد ابنه
وعشيقته ( الفتاة ) بشكل فاضح عاريين تماماً ، وقد تجردا
من الحياء والحشمة والستر : صورةً وحقيقةً ، مظهراً
ومخبراً . والله المستعان